![]() | #1 |
alg17 تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 1,938
![]() | ![]() المذهب الأحادي عند إسبينوزا اعداد: محمد مسيكة تمهيد : المبحث الأول التعريفات ووجودها عند اسبينوزا 1-إذا كان الشيء مخلوقاً، فان تعريفه يجب إن يدرك علتهالقريبة . 2-إن مفهوم الشيء أو تعريفه يجب إن يجمع كل خصائصه، بقدرما نراه بذاته وليس بالترابط مع أي أشياء أخرى يمكن إن يستدل عليها منه . 3-إذا كان التعريف لشيء غير مخلوق فيجب استبعاد فكرة كلعلة، وهذا يعني أن لا يحتاج إلى شرحه عن طريق شيء خارج عن ذاته . 4-عند إعطاء تعريف للشيء يجب إن لا يترك مجالاً للشك حولوجوده . 5-يجب أن لا يحتوي أسماء يمكن أن توضع بصورة وصفيه، أي أنالموضوع المعرف يجب أن لا يشرح من خلال تجريدات . 6-يجب أن يكون من الممكن الاستدلال من التعريف على خصائصالشيء المعرف (1). .................................................. ............... (1)ينظر : د . زيد عباس كريم ، اسبينوزاالفلسفة الأخلاقية ، ص 112- 113 . أ - الجوهر :- يذهب احد الباحثين إلى أهمية التمييز بين نوعين منالتعريف. التعريف الصوري: هو تعريف الأشياء الحقيقية الموجودة بالفعل، كالأشياءالتي نريد معرفة ماهيتها، وهذا يحتاج دائماً إلى البرهان . والتعريف السيمانطيقيوهو فرضي استنباطي يقترحه الباحث ولا يشترط فيه إلى الاتساق، وهو على هذا الأساسلا يحتاج إلى برهان، إذ انه ليس إلا وسيلة لاستنباط حقائق أخرى(2).ومن أشهر التعريفات الاسبينوزية (( الجوهر )) إذ يعد اسبينوزا الجوهر نقطةالانطلاق في فلسفته لأنه اهتم بموضوعات العقل الأولى في البحث عن الحقائق الأساسيةفي الكائنات. ولفظ الجوهر يحمل عدة معان مشتركة إلا أن ما يوحد هذه المعاني هواستعمال مصطلح الجوهر للدلالة على لفظ (الله) فقد عرف اسبينوزا الجوهر بقوله (( اعنيبالجوهر ما يوجد في ذاته ويتصور بذاته : أي ما لا يتوقف بناء تصوره على تصور شيءأخر ))(3). فإذن الجوهر بهذا المعنى لا يمكن إلا أن يكون واحداً،أو على الأصح انه لا وجود إلا لجوهر واحد لا يخرج عنه شيء(4). (1)ينظر : كريم متى، الفلسفة الحديثة، ص 97 . (2)ينظر : د . زيد عباس كريم، اسبينوزا الفلسفةالأخلاقية، ص 113- 114 . (3)اسبينوزا، علم الأخلاق، ص 31 .وللاطلاع أكثر قارن : يوسف كرم ، تاريخ الفلسفة الحديثة ، ص111وكذلك علي عبد المعطي محمد ، دراسات في الفلسفة العامة ، دار المعرفة ،الجامعية ،القاهرة ،1985 ص461 . (4)وهذه نتيجة استخلصها اسبينوزا من تعريفالجوهر، وهي النتيجة التي لم يستخلصها ديكارت ذاته، على الرغم من أن هذا التعريفهو امتداد منطقي للتعريف التقليدي المألوف، ولا سيما لدى ديكارت . ينظر : فؤادزكريا، اسبينوزا، ص 61 . .................................................. ............... (1)اسبينوزا، علم الأخلاق، ص 37 . (2)ينظر : ريتشارد شاخت، رواد الفلسفة الحديثة،ص 101 . (3)ينظر : فؤاد زكريا، سبينوزا، ص 62 . (4)اسبينوزا ، علم الأخلاق ، ص 56 . وللإطلاع أكثرقارن : احمد السيد رمضان ، الفلسفةالحديثة ، ص 171 . وإنما هي أزلية الضرورة المنطقية فحسب (1). ويؤكد اسبينوزا انه لا يوجد فيالطبيعة جوهران حيث يقول : لا يمكن أنيوجد في الطبيعة جوهران أو عدة جواهر من طبيعة أو صفة واحدة، لأنه إذا وجدت عدةجواهر متميزة بعضها عن بعض لكان تميزها أما بتنوع الصفات أو بتنوع الإعراض ، ولنيتسنى وجود جواهر متعددة، وإنما يوجد جوهر واحد(2).ويذهب اسبينوزا إلى أن الجوهر ليس متناهياً لأن وجوده نابع من طبيعته هو، كما انهغير محدد سواء في ماهيته أو وجوده. وهذا الكمال أو اللاتناهي إنما يتبع الجوهرذاته ولا يتبع اللاتناهي نفسه أو علة خارجية عن الجوهر،فوجود الجوهر يتبع طبيعة الجوهر، ولا تناهيه يعتمدعلى ذاته كعلة بذاته(3). لأنه لو كان متناهياً لاقتضى أن يحدهجوهر أخر من طبيعته ذاتها ولاقتضى وجود جوهرين يحد احدهما الأخر وهذا لا يمكن،فالقول بان الجوهر متناه ينطوي على خلاف منطقي، وعليه فلا يمكن أن نتصور الجوهر لامن حيث انه لا متناهي، ومن هنا كان مفهوم الجوهر المتناهي يحتوي على تناقض واضح(4). فـالـجـوهـر إذن هـو عـلـةكـامـنـة لـجـميـع الأشياء وجـمـيـع الأشياء كـامـنـة فـيـه إذ نـجـد بـنـاء عـلـىهـذا أن الـجـوهـر يـسـاوي الله ويـسـاوي فـي الـوقـت ذاتـه مـفـهـوم الـطـبـيـعـة. ويرى اسبينوزا أنه لا يـوجد فـي الكـونجـوهـران مـخـتـلـفـان وان الإقرار بـهـذا الـقـول سـيـجـعـل مـن الـمـسـتـحـيـلتـفـسـيـر ما يـدور حـولـنا مـن تـفـاعـل الـمـادة مع الفكر وإنما الكون كله وحدةواحدة متضمنة في الجوهر الإله، فـكـل ما يـوجـد إنما يـوجـد في الله ، ولا يمـكنلأي شـيء أن .................................................. ............... (1)ينظر : فؤاد زكريا، سبينوزا، ص 62 . ونجد أناسبينوزا قد اخذ من ديكارت فكرة الجوهر حيث يرى ديكارت أن الله هو جوهر لا متناهي أزليلا يتغير يتصف بالقدرة والإحاطة بكل شيء . ينظر : علي عبد المعطي، دراسات فيالفلسفة العامة، ص 446 . (2)ينظر : اسبينوزا، علم الأخلاق، ص 34- 35 . (3)ينظر : علي عبد المعطي، دراسات في الفلسفةالعامة، ص 473 . (4)ينظر : كريم متي، الفلسفة الحديثة، ص 101 . يـوجـد أو يتـصـور بدون الله (1). وتبعاً لذلك لا يمكن لأي جوهر أن يوجد خارج الله ومن ثم يتصور ، إذ لوكان تصوره ممكناً لوقع تصوره بالضرورة موجوداً إلا أن ذلك محال فلا يمكن أن يوجدأو يتصور جوهر خارج الله، إذن يترتب على ذلك : 1-أن الله واحد، أي لا يوجد في الطبيعة سوى جوهر واحد وانهذا الجوهر غير متناه إطلاقا . 2-أن الشيء المفكر والشيء الممتد هما صفتان(2). .................................................. ............... (1) في مقابل ذلك نجد ديكارت الذي اثر فياسبينوزا بشكل كبير يقر بوجود جوهرين متمايزين ومنفصلين وهما الفكر والمادة ولكلمنهما حقيقة قائمة بذاتها حيث يقول ديكارت : (( أن لدي فكرة عن نفسي كوني جوهراًماهيته التفكير، ولدي فكرة متميزة عن الجسم باعتباره شيئاً ممتداً لا شيئاً مفكراًوهذا يثبت أن هذه الأنا، اعني نفسي متميزة عن جسمي تميزاً حقيقياً تاماً وهي قادرةعلى أن توجد من دونه )) . ينظر : رينيه ديكارت، تأملات في الفلسفة الأولى، ص 228 .ولكن متفقان في أن الله والله وحده هو الكائن المطلق اللامتناهي، وكما قلت سابقاًأن ثمة اختلافاً بينهما في أن الله عند اسبينوزا هو الجوهر الأوحد أو الجوهرالوحيد، أما ديكارت فيشير إلى الفكر والامتداد على إنهما جوهران، حقيقة أن اللهعند ديكارت لا يفتقر إلى غيره بينما الفكر والامتداد عنده مفتقران إلى اللهولكنهما يفتقران إلى الله وحده لا شيء مخلوق . ينظر : علي عبد المعطي، دراسات فيالفلسفة العامة، ص 477 . (2)ينظر : اسبينوزا ، علم الأخلاق ، ص 45 . (3) ينظر : فؤاد زكريا ، سبينوزا، ص 117 . ب - الصفة :- يعرف اسبينوزا الصفة في كتابه ( علم الأخلاق )قائلاً : (( اعني بالصفة ما يدركه الذهن في الجوهر مقوماً لماهيته ))(2).ويبين لنا معنى هذا التعريف بقوله اعني ماينتمي إلى ماهية الشيء، ذلك الذي إذا وجد وجد الشيء أيضا بالضرورة، وإذا غاب غابالشيء أيضا بالضرورة، أو بعبارة أخرى ذلك الذي لا يوجد الشيء ولا يتصور بدونه ولايوجد هو ذاته ولا يتصور بدون شيء(3). إذن الصفة شيء ملاصق للجوهر أو يمكن القول: إنها إحدىصور الجوهر وينكشف لنا عن طريقها معالم الجوهر، ويؤكد اسبينوزا هذه الحقيقة حيثيقول : (( أن الله كائن لا متناه إطلاقا، ولا يمكن أن ننفي عنه أيصفة من الصفات المعبرة عن ماهية جوهرية، ثم أن الله موجود بالضرورة فلو وجد إذاجوهر ما خارج الله فلا بد أن يفسر هذا الجوهر بصفة من صفاته وهكذا سيوجد جوهرانلهما نفس الصفة وهذا محال ))(4) .ويذهب اسبينوزا إلى القول إن صفات الله إنما تعبر عنالوجود لأن الصفات الإلهية نفسها التي تفسر ماهية الله الأزلية (( تفسر فيالوقت ذاته وجوده الأزلي، بمعنى أن الشيء المكون لماهية الله هو عينه المكونلوجوده وبالتالي فأن الماهية والوجود شيء واحد لا غير ))(5). (1)ينظر: يوسف كرم ، تاريخ الفلسفة الحديثة ، ص111 . (2)اسبينوزا، علم الأخلاق ، ص 39 . وللاطلاعأكثر قارن : علي عبد المعطي محمد ،دراسات في الفلسفة العامة ، ص461 . (3)فؤاد زكريا، سبينوزا، ص 62 . (4)اسبينوزا، علم الأخلاق، ص 45 . (5)المصدر نفسه، ص 56 . 1-أن وجود الله، شأن ماهيته، حقيقة أزلية . 2-أن الله ثابت لا يتغير، بمعنى أن جميع صفات الله لاتتغير إذ لو كانت هذه الصفات متغيرة من حيث الوجود لكانت متغيرة من حيث الماهية،وهذا محال (2). .................................................. ............... (1)ينظر : علي عبد المعطي، دراسات في الفلسفةالحديثة، ص 464 . (2)ينظر : اسبينوزا، علم الأخلاق، ص 56 . (3)ينظر : زيد عباس كريم، سبينوزا الفلسفة الأخلاقية،ص 162 . (4)اسبينوزا، علم الأخلاق، ص 55 . وانمن طبيعة الجوهر أن تكون كل صفة من صفاته متصورة بذاتها ذلك أن جميع الصفات التييملكها الجوهر قد وجدت فيه دائماً معاً ولا يمكن لبعضها أن ينتج عن بعضها الآخر،بل تعبر كل واحدة منها عن حقيقة الجوهر أو كيانه وبناء على ذلك (( ينبغي تعريف الكائن اللامتناهي إطلاقا ككائن يتألف من عدد لا محدود منالصفات تعبر كل واحدة منها عن ماهية أزلية ولا نهائية ))(2). وعندما نرجع إلى إحدى صفات الجوهر والتي أكد عليها سبينوزا كثيراً وهيالفكر يتبين أن أسبينوزا يعّرفه بقوله : ((صفاتالإله وأن الإله شيء مفكر))(3) وكذلك يعرف الامتداد بقوله((الامتدادمنصفات الإله وإن الإله هو شيء ممتد))(4). ولكينصل إلى فهم تام لهذه المسألة يقتضي بنا الأمر أن نعود بأذهاننا إلى تأويلاسبينوزا لمفهوم الطبيعة من خلال المعقولية التي يفسرها بها من حيث أنها تعبر عنماهية المبدأ الموضوعية والذي يكتسب موضوعية من خلال ذلك التغير أيضا إذ أنها تعبرعن حقيقة أزلية ثابتة لا يستنبط منها الأشياء ثابتة وأزلية . ولما كان الفكر والامتداد صفتين، فلا يمكن رداحدهما إلى الأخر وينبغي أن ينظر إلى كل منها بصورة مستقلة عن الأخرى واعتبارهانظام كاملاً قائماً بذاته ويضيف سبينوزا أن (( الامتداد صفة من صفات الله وبعبارة أخرى فان الله شيء ممتد ))(5). .................................................. ............... (1)يرى اسبينوزا أن الفكر والامتداد صفة منصفات الله، أما ديكارت فيعتبرها جوهران وان كانا لا يوجدان إلا بالجوهر الإلهي .ينظر : علي عبد المعطي، دراسات في الفلسفة العامة، ص 471 . وقارن : أميل برهييه، تاريخ الفلسفة، ص 171 . (2)اسبينوزا، علم الأخلاق، ص 40 . (3)زيد، عباس كريم :اسبينوزا الفلسفة الأخلاقية، ص164 . (4)المصدر نفسه ، ص164 . (5)اسبينوزا، علم الأخلاق، ص 84 . ج- الحال :- .................................................. ............... (1)اسبينوزا، علم الأخلاق، ص 31 . (2)ينظر : يوسف، كرم، تاريخ الفلسفة الحديثة، ص112 . (3)علي عبد المعطي محمد ، دراسات في الفلسفة العامة، ص 468 . (4)فؤاد زكريا، اسبينوزا، ص 65 . .................................................. ............... (1)اسبينوزا، علم الأخلاق، ص 133. (2)المصدر نفسه، ص 63 . (3)ينظر :علي عبد المعطي محمد، دراسات فيالفلسفة العامة، ص 469 . (4)اسبينوزا، علم الأخلاق ، ص 58 . أن كل حال يكون موجوداً بالضرورة ولا متناهياًيجب أن تترتب عليه بالضرورة، أما الطبيعة المطلقة لإحدى صفات الإله أو خاصية تأثرتبمؤثر يكون موجوداً بالضرورة ولا متناهياً حيث أن تعريف الحال يوجب أن يكونموجوداً ولا متناه بالضرورة فانه يجب الاستدلال عليه أو إدراكه بالضرورة من خلالأحدى صفات الإله بقدر ما ندرك هذه الصفة تعبيراً عن لا تناهي وضرورة الوجود(3). وإذا عرفنا أن الحال متناه للامتداد، في جسم هو مجرد كتلة من الامتدادوأجزاؤه محركة بحركات متناسبة فيما بينها وقابلة للانتقال من جزء إلى آخر في تناسبيتاح معه للمجموع أن يستمد لمدة معلومة، فلن نجد شيئاً في هذا الحال المتناهييربطه بالماهية الأزلية للصفة، فوجود هذا الجسم يكمن سببه في أحوال متناهية أخرىيكمن سببها، بعد ذلك في أحوال متناهية أخرى وهكذا إلى ما لا نهاية (4). وما يصدق على أحوال الامتداد يصدق أيضا على أحوال الفكر والأفكار، ذلك أنترتيب الموضوعات في الفكر يكون بحسب مطابقة الصفات،و ترتيب الأعيان في الامتداد (5). .................................................. ............... (1)اسبينوزا، علم الأخلاق، ص 58. (2)ينظر : كريم متى ، الفلسفة الحديثة، ص 113 . (3)ينظر : زيد عباس ، الفلسفة الأخلاقية ، ص175 . (4)ينظر : أميل برهييه ، تاريخ الفلسفة، ج4، ص208- 209 . (5)المصدر نفسه، ص 209 . ويلزمعن ذلك أن للحال المتناهي كيفية في الوجود مباينة جداً لكيفية وجود الحالاللامتناهي والصفة، فالحال اللامتناهي والصفة يحوزان الأزلية أو التمتع اللامتناهي الوجود أي ما فيه تمتزج الماهيةبالوجود. وسبق الإشارة إلى أن الحال لا يمكن أن يشار إليهبمعزل عن الجوهر فهو إحدى صور الجوهر ويلزم من كل ما تقدم أن الجوهر له صفاتملازمة له وأحوال تطرأ عليه عبر عنها اسبينوزا بالأشياء التي تتلو من الطبيعةالمطلقة لأنها صفة من صفات الإله فيجب أن تكون أزلية ولا متناهية من خلال تلكالصفة. أما الحال المتناهي فإذا أخذناه في ماهيته فهو ممكن، فحسب ولا يشرح بالوجودإلا إذا ولد حال متناه أخر، ويتوقف عن الوجود حالما يقصه عنه حال متناه أخر،فالوجود في ديمومة، فهو إذن الوجود من حيث هو متمايز عن الماهية و يعود فقط إلىالموجود المتناهي الذي توجد عليه وجوده خارج ذاته(1).إذن من صفات الحال المتناهي لا يمكن أن يكون من ضمن صفات الله وذلك لأنه متناهي أيهناك حد إلى ما لا نهاية فلا يمكن أن يندمج مع العلية الخارجية والديمومة، وأصبحمن الواضح أن الحال المتناهي إنما يعبر عن الأجسام الفردية التي تمر بمرحلةالتكوين والفساد وذلك باختلاف نسبة الحركة والسكون فيها، وحين تتفاعل الأشياءالفردية بعضها مع بعض ولما كانت الأشياء الفردية أحوالا لا جواهر فإنها تنزع إلىتغيرات نتيجة تأثير أشياء أخرى فيها ولا يمكن استنتاج التغيرات المتعاقبة الحاصلةفيها من ماهيتها لأنها ليست جواهر(2). .................................................. ............... (1)ينظر : أميل برهييه، تاريخ الفلسفة القرنالسابع عشر، ص 209 . (2)ينظر : زيد عباس ، سبينوزا الفلسفة الأخلاقية،ص 181 . المبحث الثاني الفكر والوجود عند اسبينوزا .................................................. ............... (1)اسبينوزا، علم الأخلاق، ص 83 . (2)ينظر : د . حسام الدين الالوسي، مدخل إلىالفلسفة، ، المؤسسة العربية للدراسات، بيروت، ط1، 2005، ص 210 . ويرىاسبينوزا أن الفكر والامتداد أمر واحد وهو الله، الأشياءالأخرى مجرد إعراض والله عنده هو جوهر يتألف من صفات لانهائية، تعـبر كل منها عن ماهيتـه المطلقة الخـالدة، ولكـننا نعرف من هذه الصـفاتصفـتين فقط هما الفـكر والامـتداد، حـتى أن .................................................. ............... (1)اسبينوزا، علم الأخلاق، ص 63- 64 . (2)ينظر : جميل صليبا، المعجم الفلسفي، ص 569 .وقارن : كريم متى، الفلسفة الحديثة، ص 102 . جهلنايفوق بدرجة لا متناهية معرفتنا عن الواقع (1). لايمكن أن يوجد أو يتصور شيء بدون الله ، فالأحوال لا يمكن أن تكون أو تتصور بدونالجوهر وان كان يمكن فقط أن توجد في الطبيعة المنقسمة وحدها وان تتصور من خلالها،والى جانب الجواهر والأحوال لا نجد شيئاً إذ أن كل شيء أما أن يكون في ذاته أو فيشيء أخر ومن ثم فانه لا يوجد أو يتصور شيء بدون الله(2).فالجوهر عند اسبينوزا موجود بالضرورة أو واجب الوجود، سرمدي لا يكون ولا يفسد،فإذا وجد شيء عداه، لم يمكن أن يكون هذا الشيء إلا صفة للجوهر الأوحد أو حالاًجزئياً يتجلى فيه الجوهر. ولما كان الأوحد فإنه مطلق الحرية أي انه هو الذي يعينذاته، أما حريته فمرادفة للضرورة، والضرورة غير القسر فان الفعل الضروري فعل ذاتيمنبعث من باطن فالجوهر ضروري والحقائق الأزلية ضرورية لم يفرضها بإرادته كما ذهب (ديكارت) ، فإذن الجوهر لا يفعل لغاية،ولكنه يفعل كعلة ضرورية فجميع معلوماته ضرورية، وليس في الطبيعة شيء حادث أو ممكنإلا بإضافة إلى نقص معرفتنا (3). وذلك لان اللهليس فقط العلة التي تجعل الأشياء تشرع في الوجود ، ((بل هو أيضا العلة التي تجعلها تبقى في الوجود وبعبارة بأخرى إن الله علة كينونةالأشياء ، ذلك انه ، سواء وجدت الأشياء أو لم توجد فأننا كلما تأملنا ماهيتهاوجدناها لا تنطوي لا على الوجود ولا على الديمومة، وبالتالي فانه لا يمكن لماهيتهاأن تكون علة لوجودها وبقائها وإنما الله وحده يمكنه ذلك لان من طبيعته هو فحسب أنيكون موجوداً ))(4) ويرى اسبينوزا أن كل من اللهوالطبيعة يحل كل منهما مكان الأخر، وذلك لان الطبيعة بالمعنى العام الذي يعنيالموجود العام للعام ويطلق عليه اسم الطبيعة الخالقة(5). .................................................. ............... (1)ينظر : ا . و . بن، تاريخ الفلسفة الحديثة،نقله إلى العربية، عبد المجيد عبد الرحيم، مكتبة الانجلو المصرية، ط1، 1958، ص 72-73 . (2)ينظر : علي عبد المعطي، دراسات في الفلسفةالعامة ، ص 466 . (3)ينظر : يوسف كرم، تاريخ الفلسفة الحديثة، ص111- 112 . (4)اسبينوزا، علم الأخلاق، ص 59 . (5)ينظر : احمد السيد علي رمضان، الفلسفةالحديثة ، ص 170 . ويؤكداسبينوزا انه لا بد أن يسلم الجميع بأنه لا يمكن لأي شيء أن يوجد أو يتصور بدونالله (( وذلك لكونهم يسلمون بان الله هو العلة الوحيدة للأشياء جميعاً وانه علةماهيتها ووجودها على حد سواء، بمعنى أن الله ليس فحسب علة الأشياء من حيثالصيرورة، كما يقال بل كذلك من حيث الوجود، إلا أن بعضهم يقول أن ما ينتمي إلىماهية الشيء هو لا يمكن للشيء أن يوجد بدونه أو يتصور وعليه فإما أنهم يعتقدون أنطبيعة الله تنتمي إلى ماهية الأشياء المخلوقة وإما أنه يمكن للأشياء المخلوقة أنتوجد وتتصور بدون الله ))(1). فليس هناك سبب معقوليدعو لان ننسب إلى الطبيعة قوة وقدرة محدودتي أو أن نعتقد بأن قوانينها لا تنطبقإلا على أشياء معينة فقط، لا على كل الأشياء، ذلك لأنه لما كانت قوة الطبيعةوقدرتها هي قوة الله وقدرته وكانت قوانين الطبيعة وقواعدها هي أوامر الله ذاتها .إذ يؤكد اسبينوزا أن (( من الواجب أن نعتقد بلا تردد بأن قدرةالطبيعة لا نهائية، وان قوانينها من الاتساع بحيث تسري على كل ما يتصوره العقلالإلهي ، أما لو تصورنا غير ذلك، لكان في ذلك اعتراف منا بأن الله قد خلق طبيعتهعاجزة وسن قوانين وقواعد عقيمة إلى حد يضطر معه دائماً إلى مساعدتها لكي تظل باقية))(2). ويتابع اسبينوزا في كتابه إصلاح العقل الفكرة نفسها عندما يقول :(( إذا علمنا أن كل ما يحدث إنما يحدث وفق نظام أزلي ووفق قوانين طبيعةمحدودة ، ولما كان الإنسان غير قادر في هذه الإثناء على إدراك هذا النظام بفكرهوكان يتخيل طبيعة بشرية تفوقه قوة بكثير ولا يرى أي مانع لاكتساب طبيعة تماثلهافانه قد وجد نفسه مدفوعاً إلى البحث عن وسائل تقوده إلى هذا الكمال فيسمى خيراًحقيقياً كل ما ساعده على ذلك ،أو كان الخير الأعظم في نظره في أن يتمتع بمثل هذهالطبيعة ))(3). .................................................. ............... (1)اسبينوزا، علم الأخلاق، ص 92 . (2)اسبينوزا، رسالة في اللاهوت والسياسة، ص 223. (3)اسبينوزا، رسالة في إصلاح العقل، ص 30 . يمكن القول إن اسبينوزا وجد أن المفهوم الدينيالتقليدي عن الله من حيث هو جوهر لا متناه خلق الطبيعة من العدم بفعل إرادي حر،وانه مفارق لها متعال عليها، يتنافى مع نظام سلسلة الأسباب وان الأشياء عنده لاتفسر إلا بأسبابها القريبة، فلا يمكن أن نفسر الكون تفسيراً معقولاً إلا إذااكتشفنا هذا الشيء الذي ترجع إليه وتستخلص منه كل الأشياء استخلاص النتائج منالمقدمات(4). .................................................. ............... (1)See: Steven Nadler : Spinoza Ethics An introduction, p . p 39- 42 . (2)ينظر : اسبينوزا، علم الأخلاق، ص 58 . (3)ينظر : علي عبد المعطي، دراسات في الفلسفةالعامة، ص 473 . (4)ينظر : زيد عباس كريم، اسبينوزا الفلسفة الأخلاقية،ص 146 .ولمزيد من التفاصيل ينظر :كريم متى ، الفلسفة الحديثة ، ص99. .................................................. ............... (1)ينظر : اسبينوزا، علم الأخلاق، ص 62 . (2)المصدر نفسه، ص 86 . (3)ينظر : كريم متى، الفلسفة الحديثة عرض نقدي،ص 103 . (4)سبينوزا، رسالة في اللاهوت والسياسة، ص 223. .................................................. ............... (1)اسبينوزا، علم الأخلاق، ص 54 . (2)ينظر : المصدر نفسه، ص54. (3)ريتشارد شاخت : رواد الفلسفة الحديثة، ص 101 . 3-الدليل الثاني :(( لابد أن يكون لكل شيء سببأو علة معينة تفسر وجود هذا الشيء أو عدم وجوده . وإن وجد مثلاً مثلث ،لابد منوجود علة أو سبب لوجوده ، وإن لم يوجد ، لابد أيضاً من وجود علة سبب يمنع وجوده أوينزع منه الوجود . ثم إنه لابد لهذه العلة أو السبب إما تتضمنها طبيعة الشيء أو أنتوجد خارج الشيء))(2) .وبصيغة أخرى انه لا بد أن يكون لكلشيء سبب أو علة معينة تفسر وجود الشيء أو عدم وجوده، وهذا الشيء لا يمنع وجوده سبب أو علة أنما هو واجب الوجود. لان افتراض هذه العلة أو السبب يقتضي أما وجودها ضمن طبيعة الله وأما خارجها أيضمن جوهر من طبيعة أخرى لأنه لو كان هذا الجوهر من طبيعة الله نفسها نكون بذلك سّلمنا بوجود إله آخر أو جوهر مغايريشارك الله في شيء وهذا غير ممكن(3). 3-الدليل الثالث : يذكر اسبينوزا إذا كانت القدرة على الوجود هي القوة فانه يترتبعلى ذلك انه كلما ازدادت نسبة الواقع الذي ينتمي إلى طبيعة شيء ما ،كان له بذاتهأكثر قدرة على الوجود(4). إذن هناك اله وحدة الوجود الذي تصور الله فيصورة الطبيعة بجوانبها الخلاقة وصفاتها اللامتناهية (5). يقولاسبينوزا : (( كل ما يوجد أنما يوجد فيالله، ولا يمكن القول إن الله حادث، لأن الله يوجد ضرورة، لا جوازاً، وبالنسبة إلىأحوال طبيعة الله ، فهي تنتج عن هذه الطبيعة بالضرورة أيضا ، لا عن طريق الجواز،وذلك سواء اعتبرنا الطبيعة الإلهية إطلاقا أو اعتبرناها محددة للفعل بنحو ماوعـلاوة على ذلك، ليـس الله علـة هذه الأحوال بما هي موجـودة فحسب بل هو علتها .................................................. ............... (1)ينظر : احمد السيد علي رمضان، الفلسفةالحديثة عرض ونقد، ص 172 . وللاطلاعأكثر قارن : يوسف كرم ،تاريخ الفلسفة الحديثة ،ص111-112 (2)أسبينوزا : علم الأخلاق ،ص40-41 . (3)ينظر: احمد السيد علي رمضان ، الفلسفةالحديثة عرض ونقد ، ص 172 . وقارن كريممتى، الفلسفة الحديثة، ص 107 . (4)المصدر نفسه ص 173 . ويربط ديكارت الوجود بالأناحيث يقول : (( إنا أفكر إذن إنا موجود ويعتبر هذه قضية كحقيقة حدسية واحدة، لأنهفي الوقت الذي أدرك فيه، إني أفكر، أدرك كذلك إنني موجود، فانا موجود )) . ينظر :كريم متى، الفلسفة الحديثة، ص 71 . (5)ينظر : جان فال ، طريق الفيلسوف، ص 464 . .................................................. ............... (1)اسبينوزا، علم الأخلاق ، ص 63 . (2)ينظر : فؤاد زكريا ، اسبينوزا، ص 117- 118 . (3)اسبينوزا، علم الأخلاق، ص 51 . (4)ينظر : كريم متى ، الفلسفة الحديثة، ص 103-104 . إذن ثمة اختلاف بيناسبينوزا وديكارت في أن اسبينوزا يرى بأن الله أو الطبيعة ترجع إلى وحدة واحدة أماديكارت فيذهب إلى أن الفكر والمادة مذهب ثنائي . يبين اسبينوزا خواص وطبيعة اللهقائلاً : (( انه واجب الوجود، وانه واحد احد، وانه يوجد ويتصرف بضرورة طبيعته وحدها،وانه العلة الحرة للأشياء جميعاً، وكيف يكون هكذا وان جميع الأشياء قائمة فيهوتابعة له، بحيث لا يمكن لأي شيء أن يوجد أو يتصور بدونه وأخيرا انه قدر الأشياءجميعاً، ليس بإرادة حرة، اعني ليس حسب هواه بإطلاق، وإنما بناء على طبيعتهالمطلقة، أي على قدرته اللامحدودة ))(2).فسبينوزا ينبه إلى ضرورة تجنب الخلط بين المجالين الممتد والفكري، في تفسيرالظواهر، وهو خلط طالما وقعت فيه النظرة اللاهوتية إلى الأشياء، إذ تضع غايات للظاهرالطبيعية أو تنظر إلى الحوادث المنتمية إلى مجال الامتداد على أنها تنفيذ لخطةعليا ذات طابع فكري، وجهة نظر اسبينوزا من فكرة مادية الله يخالف تماماً كل تراثفلسفي وديني سابق عليه، فصفة المادية صفة جديدة أضافها اسبينوزا إلى فكرة الله (3) .................................................. ............... (1)ينظر : احمد السيد علي رمضان، الفلسفةالحديثة عرض ونقد ، ص 174 . وقارن ول ديوارنت، قصة الفلسفة، ص 216- 217. (2)اسبينوزا، علم الأخلاق، ص 71- 72 . (3)ينظر : فؤاد زكريا، اسبينوزا، ص 120 . المبحث الثالث معرفة الحب الإلهي .................................................. ............... * الحب الإلهي : هو عبارة عن بهجة وليدة كمال الله، يشعر بها العارفون منالمتصوفة، وسببها أن تطهر نفسك من كل ما يشغلك عن الله، وان تملأ قلبك به، وكلماكان الحب أقوى كانت السعادة أعظم . ينظر : إبراهيم مدكور، المعجم الفلسفي، الهيئةالعامة لشؤون المطابع الأميرية، مصر، 1983، ص 66 . (1)اسبينوزا، علم الأخلاق، ص 343. (2)ينظر : ول ديوارنت، قصة الفلسفة ، ص 143 . (3)اسبينوزا، علم الأخلاق، ص 343 . (4)ينظر: زيد عباس كريم ، أسبينوزا الفلسفة الأخلاقية ، ص229 . .................................................. ............... (1)ينظر: فؤاد زكريا، سبينوزا، ص 155 . (2)اسبينوزا، رسالة في اللاهوت والسياسة، ص 194. -كريم متى : الفلسفة اليونانية، منشورات مطبعة الإرشاد،بغداد، 1971، ص 214- 215 . -أميرة حلمي مطر : الفلسفة عند اليونان، منشورات دارمطابع الشعب، القاهرة، 1965، ص 192- 193 . -أرسطو : الطبيعة، الترجمة العربية القديمة، حققها وقدملها : عبد الرحمن بدوي، منشورات الدار القومية للطباعة والنشر ، القاهرة، 1964، م8 ف 6، ص 868- 873 . -أأ. هـ ،ارمسترونغ : مدخل إلى الفلسفة القديمة، ترجمة : سعيد الغانمي، منشورات (كلمة ) والمركز الثقافي العربي، أبو ظبي، بيروت، ط1، 2009، ص 125- 126 . -م،تايلور: الفلسفة اليونانية ( مقدمة )، ترجمة : عبدالمجيد عبد الرحيم، مراجعة وتقديم : ماهر كامل، منشورات مكتبة النهضة المصرية،القاهرة، ط1، 1958، ص 137 . .................................................. ............... (1) أسبينوزا : رسالة في اللاهوت والسياسة ، ص67 (2) أسبينوزا : علم الأخلاق ، ص350-351 . (3) ينظر: أسبينوزا ، رسالة في اللاهوت والسياسة،ص58 . (4) ينظر : كريم متى، الفلسفة الحديثة ، ص 120 . .................................................. ...............
Advertisement (1)اسبينوزا، علم الأخلاق، ص 345 . (2)ينظر : كريم متى، الفلسفة الحديثة، ص 120 .وقارن : فؤاد زكريا، سبينوزا، ص 227- 228 (3)ينظر : سبينوزا، رسالة في اللاهوت والسياسة،ص 194- 196 . (4)اسبينوزا : علم الأخلاق، ص 345 . خلالالذهن البشري(1). و((الإنسان الحر يجد سعادته في تبينه انه جزء من ذلك النظام المجبر جبراً يشمله بأسرهفترى هذا الإنسان الحر يمتعه أن يجد نفسه في موضعه الحق وهي متعة تكون مصحوبةبفكرة الله أو الكون، وهذا هو حب الله بالمعنى الذي أراده سبينوزا لتلك العبارة ))(2). ومتى بلغ الإنسان هذه المرحلة من المعرفة زالت عنه كل مخاوفه، لأنه يعيشحينئذ في انسجام تام مع الطبيعة (3). وهذا يدل علىتأكيد اسبينوزا في أكثر من نص أن المعرفة الإلهية تحصل من أن النفس تشعر بحب عقليلله أولا وفي معرفتنا للطبيعة ثانياً . يقول فؤاد زكريا كون الإنسان لا ينتظر منالله حباً متبادلاً* معناه انه يقبل هذا النظام الضروري للكون، أو هذا المصير، وانيكن النظام الضروري ذاته لا يستهدف غاية بشرية، ولا يسعى إلى إرضاء الإنسان، بل لايكترث به ويقف منه موقفاً سوياً، لا لشيء إلا لأنه ضروري فان الإنسان في الوقتالذي يظل فيه ساعياً إلى بلوغ المثل الأعلى للمعرفة طوال حياته، لا يمكنه أن يبلغهذا المثل الأعلى على الإطلاق، ومن أيسر الأمور أن ندرك كيف يكون الحب الإلهيعقلياً، إذ أن علاقة المعرفة أو الفهم أو الاتصال بالطبيعة الضرورية للأشياء، هيعلاقة عقلية قبل كل شيء(4). وهذا ما يؤكده اسبينوزا قائلاً : (( لما كانت ماهية أنفسنا تتمثل في المعرفة فحسب، ولما كان الله هو مبدأ هذهالمعرفة وأساسها فأننا ندرك بوضوح كيف وبأي صورة تنتج النفس من حيث الماهيةوالوجود . عن الطبيعة الإلهية، وكيف تظل تابعة لها ))(5). والإنسان العاقل يصبح من خلال اتحاده بالله أزليا وخالداً ومن ثم حراًسعيداً، (( وحين يبلغ الإنسان هذه الـمـرحـلـة مـن الـكـمـال لا يـكـف عـن حـب، بــليــحــب مـا هـو أزلي، لأنه يصبح .................................................. ............... (1)ينظر : فؤاد زكريا، سبينوزا، ص 165 . (2)الموسوعة الفلسفية المختصرة، نقلها عنالانجليزية فؤاد كامل وجلال العشري وآخرون، راجعها واشرف عليها . د . زكي نجيبمحمود، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة، ب . ت ، ص 181 . (3)ينظر : كريم متى، الفلسفة الحديثة، ص 120 . *فأسبينوزا حين قال إن حبنا لله ليس معناه أن ننتظر حباً مقابلاً من جانب الله، كانيقصد تنقية هذا الحب من مظاهر الأنانية التي تجعلنا نتوقع المبادلة في كل حب نشعربه ، بحيث ننتظر أن نُرد هذا الحب إليناأخر الأمر .ينظر : فؤاد زكريا : أسبينوزا، ص166 . (4)ينظر : فؤاد زكريا، سبينوزا، ص 167- 168 . (5)اسبينوزا، علم الأخلاق، ص 344 . .................................................. ............... (1)كريم متى، الفلسفة الحديثة، ص 123 . (2)ينظر : المصدر نفسه، ص 122 . (3)ينظر : اسبينوزا، علم الأخلاق، ص 126- 127 . (4)ينظر : فؤاد زكريا، اسبينوزا، ص 72- 73 . بينأفكار النسق بغير حاجة منا إلى السير خطوة خطوة في الاستدلال(1). وان أوصاف اسبينوزا للمعرفة الحدسية لا تنطوي على أي تقليل من شأن العقل،وإنما هي، أن شئت، تعبير عن طريقة أخرى من طرق استخدام العقل، تختلف عن الطريقةالاستدلالية وربما كانت هي التعبير عن إدراك وتبصر يصل إليه العقل حيث يعلم انهيعكس في داخله قوانين الطبيعة في مجموعها، واسبينوزا في حديثه عن هذا النوع منالمعرفة موحياً باتجاهات صوفية، وحين يقرنه بالحديث عن المعرفة الحدسية لله، فانهفي معظم الأحوال يتناول هذا الموضوع في سياق لا يكف عن تأكيد انه العقل هو اشرف مالدى الإنسان وهو أسس غاياته(2). ويرى اسبينوزا أنالعقل قوة من قوى الطبيعة ، ونظام من الأفكار المطابقة التي تحدد فضائلنابالضرورة، والإنسان مقود بعقله بالضرورة والفضيلة قوة العقل، ويقرر أن العقل لايطالب بشيء متناف مع الطبيعة ولا مضار لها(3).فان (( ما نعنيه بالعقل ليس الفكر المطلق، بل هو نمط معين من التفكير فحسب،ويختلف هذا النمط عن الأنماط الأخرى كالرغبة والحب ... الخ، وينبغي بالتالي تصورهبواسطة الفكر المطلق، ينبغي تصوره بواسطة صفة إلهية تعبر عن الماهية الأزليةاللامتناهية للفكر، لهذا يجب أن تنسبه إلى الطبيعة المطبوعة لا إلى الطبيعةالطابعة، وكذا الشأن بالنسبة إلى بقية أنماط التفكير ))(4). إذن يعطي اسبينوزا للمعرفة الحدسية وهي النوع الثالث من المعارف أهميةكبيرة والتي من خلالها نتصل بالله أو بالطبيعة بأسرها . وقد عرفها احمد السيدبأنها : تلك المعرفة التي يدرك فيها الشيء بماهيته أو بعلته القريبة وتعتبر منارقى أنواع المعارف، لأنها تمثل المعرفة الكاملة والأفكار الحقيقية، باعتبارموضوعاتها معان واضحة متميزة يكونها العقل بذاته . .................................................. ............... (1)ينظر :مجموعة منالعلماء، الموسوعة الفلسفية المختصرة ، مصدر سابق،ص181 . (2)ينظر : د . فؤاد زكريا، اسبينوزا، ص 73 . (3)ينظر : د . عبد الرحمن بدوي، الأخلاقالنظرية، وكالة المطبوعات، الكويت، ط2 ،1975 ، ص 260- 261 . (4)اسبينوزا، علم الأخلاق، ص 64- 65 . وعلىذلك تخلص نظرية أسبينوزا حول الحب الإلهي محاولة منه إلى التوفيق بين المعرفةالإلهية وبين العلم ومعرفة النظام الحتمي الذي يحكم الكون فعندما يتخذ الإنسان منذلك العلم الصحيح هدف له عندها يغدو كل شيء واضحاً إمامه لان كل شيء سوف يفسر منخلال الضرورة الكلية للكون ، ويصل الإنسان إلى السعادة الحقيقة والتحرر الحقيقي،يقصد به التحرر من الانفعال والخوف الناتج من الجهل بالأسباب وعن إغفال الطبيعةالضرورية لكل الحوادث ويكتسب العقل راحته الكبرى عندما تظهر الضرورة الكونية الأزليةأمامه واضحة ومتميزة(3). فأراد أسبينوزا أن يرتفع بالإنسان عن كل ماحوله من مغريات فانية وأن يلقي الضوء على الموجود الأزلي فعند تخلص الإنسان من كلالانفعالات التي تجلب له الحزن يكون بذلك قد أرتبط بانفعال عاطفي لا يمكن أن يتغيرذلك الانفعال لأنه مرتبط بالله فالحب بالمعنى التقليدي لا يمكن له أن يدوم وذلكلأنه محكوم بالظروف والتغيرات التي قد تطرأ عليه في حين أن الحب الإلهي أزلي لايمكن إن تجري عليه الظروف . مسيكةمحمد .................................................. ............... (1)ينظر : احمد السيد علي رمضان ، الفلسفةالحديثة عرض ونقد ، ص 175- 177 . وقارن : ريتشاردشاخت، رواد الفلسفة الحديثة ص 87- 88 . (2)ينظر : يوسف كرم، الفلسفة الحديثة، ص 115-116 . |
![]() | ![]() |
![]() | #2 |
alg17 تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 1,938
![]() | ![]() يمكن تحميل الملف بصيغة وورد من هنا ط§ظ„ظ…ط°ظ‡ط¨ ط§ظ„ط£ط*ط§ط¯ظٹ ط¹ظ†ط¯ ط¥ط³ط¨ظٹظ†ظˆط²ط§ طھط*ظ…ظٹظ„ â—ڈ طھظ†ط²ظٹظ„ ط§ظ„ظ…ظ„ظپط§طھ |
![]() | ![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
المذهب, الأحادي, عند, إسبينوزا |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
| |
![]() | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
المذهب العقلـي | MANOULA | الفلسفة | 3 | 17-10-2015 09:10 PM |
المذهب العقلي عند المعتزلة | صديق القمر | الفلسفة | 0 | 17-10-2015 09:09 PM |
أنواع المعرفة عند إسبينوزا | صديق القمر | فلسفة | 1 | 12-10-2015 08:29 PM |
المذهب الفلسفــي الذرائعيـــة (البرجماتــــية) | MANOULA | الفلسفة | 0 | 15-08-2010 05:14 PM |
المذهب المثالي | MANOULA | الفلسفة | 0 | 15-08-2010 05:13 PM |
الموقع يخضع لسياسة ادسنس لقراءة الشروط بالعربية انقر هنا أو بالانجليزية Google Adsense Privacy Policy
abuse@alg17.com